الثلاثاء، مارس 08، 2011

لا يا وزير الأوقاف الفلسطيني!!!

يقول الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه : " فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " وفي رواية أخرى " كفضلي على أدناكم " ورواية غيرها " كفضلي على أمتي " ويقول في حديث آخر " .... وإن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم ... وإن الحيتان في البحر لتدعوا له " ويقول أيضا الرسول الكريم : " العلماء ورثة الأنبياء " ..... ويقول في حديث آخر يبين مكانة كلمة الحق والتي هي وظيفة العلماء " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " ويقول : " سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمر ونهاه فقتله " صدق الرسول الكريم الحبيب .

لا زلنا نشهد هذا المشهد التاريخي المهيب .. والذي آذن بسقوط عروش لم نكد نفكر أو نتخيل كيف ستسقط بكل هذه السرعة وهذه السهولة ... ولكننا حينما نفكر بما لهذه الأمة من قدرات وإمكانات وطاقات وهبها الله إياها لنرجع ونقول الموضوع فقط .. هو إراده ... سلطان رجع لهذه الأمه وإعادة إكتشاف لذات الأمة من جديد !! .... لا زلنا نشهد هذا المشهد التاريخي والذي حقيقة لم يتكرر إلا مرة واحدة على طول عمر هذه الأمه ... مرة في عهد رسولنا الكريم حينما أقام دولة الإسلام الأولى وأعلن وقتها سقوط كل الأصنام والتماثيل سواء المصونعة من طين أو تمر أو فكر ... ومرة ثانية الآن ... ونحن نشهد نهاية للملك الجبري وبداية لعصر ذهبي آخر من عصور المسلمين والذي يكاد أن يكون أعظم وأكبر عصر لهم ببشرى الرسول الكريم ببلوغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار .

ولكننا في الوقت نفسه ... في ظل كل هذه الآمال والمبشرات الكبيره والتي تنسي الأمة ما عانته من ويلات ودمار وإنحطاط ... في الوقت نفسه نشهد بكل حزن وأسى .. وإشمئزاز مواقف لعلماء الأصل فيهم أن يكونوا مع الأمه لا مع أعدائها ... علماء الأنظمة الرسمية .. علماء السلاطين ... وعلماء الفضائيات وغيرهم .. ولا نريد هنا أن نتطرق لكل الألوان الغريبة عن الأمه وإنما سنلقي الضوء على حادث من كثير من الحوادث قد كان فيها هذا الرجل وهو - شيخ سلطة أوسلو - يضرب أروع الأمثلة في تفانيه لخدمة هذه السلطه التي أزكمت أنوفنا من نتنها .

فقد أستقبل وزير الأوقاف الفلسطينية الهباش .. القنصل البريطاني العام لمدينة القدس قبل أيام وقد أعجب القنصل البريطاني في أداء وزارة الأوقاف وعملها في الشارع الفلسطيني .. استقبله هذا الإستقبال المشين والفاضح ... ولا ندرى على ماذا وماذا نتوقف !!!

هل نسي شيخ سلطة أوسلو - وقد وصفناه بالشيخ لأن من يدعوا إلى الديمقراطيه والدول المدنية والعلمانيه أصبح يلقب بالشخ وعلى سبيل المثال الشيخ راشد الغنوشي مثلا !! - أن وزير خارجية هذا القنصل بلفور قد أعطى لليهود وطننا قونيا لهم في فلسطين بدون أي مقابل ... هل نسي هذا الشيخ أن دولة هذا القنصل قتلت ولا زالت تقتل أخواننا في ليبيا بسكوتها على صاحب حبوب الهلوسه هذا وإبنه المقبور ألم تمده في كل وقت بالدعم السياسي واللوجستي والأمني ... ألم يكن هو ساعدها اليمين في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ... !!!

ولا ندري أيضا كيف نستسيغ هذا الإعجاب بهذا الأداء من قبل وزارة الأوقاف .. أو ... ربما نفهم ذلك بكل صراحه بما يقدمه هذا الرجل وأعوانه في هذه الوزاره السلطوية من قمع لكمة الحق في المساجد وغيرها ومنع المخلصين من منبر رسول الله بل والعمل مع أجهزة السلطه التجسسية على محاربة العاملين لدعوة الإسلام ... وترانا أيضا نفهم هذا الإعجاب بما يدور حاليا من دخول الطرف الأوروبي المتمثل ببريطانيا وفرنسا والمانيا من مليء الفراغ لدفع عملية السلام الفلسطينيه الإسرائيلية للأمام في تقهقر و( ضعف ) السياسة الأمريكيه فقد كانت زيار القنصل البريطاني والفرنسي والألماني لرام الله هو السياق العام لهذه الزياره المشؤومه لشيخ سلطة أوسلو ... والإعجاب والدعاء بالإستمرار والتقدم لهذه الوزاره يأتي في سياق المساعي الحثيثه لهذه الوزاره بكبح الإرهاب والتطرف !!!! فلا حول ولا قوة إلا بالله

إن علماء الأمة الربانيين هم العلماء الذين يقودون الأمه في مسالك العزة والكرامة ومعارج السؤدد والرفعة .. لا أن يسوقوهم سوق الخراف إلى المسالخ فإذا إنتبه أحد الخراف لهذا السوق قالوا علماء السوء .. لا لا .. إنما هذه استراتيجية وتكتيك !! .... إن علماء الأمة الربانيين هم من يأمروا بالمعروف وينهو عن المنكر .. هم من يقولوا الحق أينما كان وكيفما كان ولمن كان ... إنهم أمثال الإمام أحمد بن حنبل والذي عذب وسجن وهو يقول إذا لم يقلها العالم تقية ولم يقلها الجاهل جهلا .. فمتى يعرف الحق .... إن علماء الأمة الربانيين الأبرار هم مثل أولئك الرجال الرجال ... الأبطال الأبطال ... الذين وقفوا للمجرم القذافي حينما أنكر السنة وكفر وتزندق .. وقف له ثلاث عشرة رجل من شباب حزب التحرير ... حملوا أكفانهم بحقائبهم ... وقفوا يناقشونه في إنكاره للسنة لما يقارب الأربع ساعات كامة وقد أفحموه وأقاموا عليه الحجة ... فبهت الذي كفر .. ولكنه .. قاتله الله وقتله أبشع قتله ... أعدمهم كلهم ومنهم من علقه على أعواد المشانق في مدرسته ... ومنهم من سحله في الشارع والسيارات تجره ... هؤلاء هم الرجال رحمهم الله أجمعين ..

نسأل الله أن يمكن لهذه الأمه .. وأن يلهمها الحق ... ويلهمها معرفة رجال الحق ... وأن يحشرنا مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق