الخميس، فبراير 24، 2011

من سيعلق الجرس !!

كثيرا ما كنا نستمع إلى هذه الحكايه ونحن صغار - وكما تعلمون كم يحب الصغار بل وحتى الكبار سماع القصص - والتي تدور حول قط وعائلة من الفئران .... وكيف أن القط كان يستولي على أحد هذه الفئران كلما أراد ذلك بكل سهوله لأن القوة بيده ولا أحد يقف أمامه .

ولأن هذه هي سنة الله في هذا القانون الطبيعي فالقوي يأكل الضعيف - وللأسف فقد صدق بعض من أخوتنا ذلك وطبقوا ذلك على أنفسهم ظننا منهم أن سنة الله بهم هو الخضوع والإستكانة والذل - فقد قررت مجموعة الفئران هذه أن يضعوا حدا لهذه المهزلة !!! ليس بأن يقتلوا القط أو أن يخرجوا عليه بثوره تسقطه ولا بأن .....

قرروا أن يعلقوا حول عنقه جرسا بحيث إذا إقترب منهم أن يسمعوا صوت الجرس فيفروا وينجوا بحياتهم ! ... ولكنهم بعد هذا الأسلوب العبقري الذي تفتق عن أدمغتهم الصغيره .. اصطدموا بمشكلة أخرى أكبر من ذلك ... وهي المشكلة الحقيقية والأساسية وهي ....

من سيعلق هذا الجرس ... من الذي سيضحي بنفسه لأجل هذه المجموعه المنكوبه .... من الذي سيتقدم قاطعا بموته أو ( إستشهاده) المؤكد بين أنياب هذا القط ..... طبعا هنا انتهت الحكايه ولا يعلم أحد مصير تلك العائلة المسكينه من الفئران !!

قدمت بهذه القصه لهذه الخاطره السريعه لأنها تعكس مشاهد موجوده في أرض الواقع وحتى لا أدخل في تفاصيل كثيرا وأبعاد مختلفه للقصه .... أريد هنا أن أركز على جوانب قد لمستها في الأحداث الثورية الجديده في أمتنا العزيزه .. وخصوصا في أحداث ليبيا

وبالضبط فيما يتعلق بهؤلاء المجاهدين الشباب والبواسل الذين تلقوا كل ألوان الدمار بصدورهم العاريه ... لم يجتمعوا لكي يحددوا من يعلق الجرس .... بل لم يطرحوا هذا الأسلوب بشكل أساسي فهم لم يفهموا - كما كان كثير من آبائهم المتشربين من حكايات الخوب من آذان الجدران - أن هؤلاء الحكام هم قدر الله الذي لا يرد أو أنهم سيحملون السلم بالعرض خرجوا عليهم ... أو أنهم سيلقوا بأيديهم إلى التهلكة ... أو أنهم سيشعلوا فتنة لا قبل لهم بردها وكأن وجود هؤلاء الحكام النواطير هو ليس الفتنة بأم رأسها !! .

لم يفهموا ذلك وإنما فهموا أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر .... فهموا أن لا حياة في ذل ... فهموا أن الحاكم هو من لحم ودم يتألم ويصرح مثلنا مثله .....

هذه الثقافه الثوريه الجديده القديمه والتي هي مفاهيم في وجدان هذه الأمه الكريمه التي وعاها هؤلاء العمالقة هي التي يجب أن تحكى لأطفالنا لينشؤ عليها ثقافة العزة والكرامة ... لا ثقافة الدوران مع الواقع إلى درجة تدعوا إلى التقيؤ ....

نسأل الله تعالى أن يصلوا بطموحهم ليس قلع هؤلاء الحكام فحسب بل قطع اليد التي تغرسهم في بلادنا هذه اليد الآثمة التي لا ولن تقطع إلا بسيف الخلافة حامي الديار ومعز الأخيار ولو بعد حين .