الثلاثاء، مارس 08، 2011

لا يا وزير الأوقاف الفلسطيني!!!

يقول الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه : " فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " وفي رواية أخرى " كفضلي على أدناكم " ورواية غيرها " كفضلي على أمتي " ويقول في حديث آخر " .... وإن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم ... وإن الحيتان في البحر لتدعوا له " ويقول أيضا الرسول الكريم : " العلماء ورثة الأنبياء " ..... ويقول في حديث آخر يبين مكانة كلمة الحق والتي هي وظيفة العلماء " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " ويقول : " سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمر ونهاه فقتله " صدق الرسول الكريم الحبيب .

لا زلنا نشهد هذا المشهد التاريخي المهيب .. والذي آذن بسقوط عروش لم نكد نفكر أو نتخيل كيف ستسقط بكل هذه السرعة وهذه السهولة ... ولكننا حينما نفكر بما لهذه الأمة من قدرات وإمكانات وطاقات وهبها الله إياها لنرجع ونقول الموضوع فقط .. هو إراده ... سلطان رجع لهذه الأمه وإعادة إكتشاف لذات الأمة من جديد !! .... لا زلنا نشهد هذا المشهد التاريخي والذي حقيقة لم يتكرر إلا مرة واحدة على طول عمر هذه الأمه ... مرة في عهد رسولنا الكريم حينما أقام دولة الإسلام الأولى وأعلن وقتها سقوط كل الأصنام والتماثيل سواء المصونعة من طين أو تمر أو فكر ... ومرة ثانية الآن ... ونحن نشهد نهاية للملك الجبري وبداية لعصر ذهبي آخر من عصور المسلمين والذي يكاد أن يكون أعظم وأكبر عصر لهم ببشرى الرسول الكريم ببلوغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار .

ولكننا في الوقت نفسه ... في ظل كل هذه الآمال والمبشرات الكبيره والتي تنسي الأمة ما عانته من ويلات ودمار وإنحطاط ... في الوقت نفسه نشهد بكل حزن وأسى .. وإشمئزاز مواقف لعلماء الأصل فيهم أن يكونوا مع الأمه لا مع أعدائها ... علماء الأنظمة الرسمية .. علماء السلاطين ... وعلماء الفضائيات وغيرهم .. ولا نريد هنا أن نتطرق لكل الألوان الغريبة عن الأمه وإنما سنلقي الضوء على حادث من كثير من الحوادث قد كان فيها هذا الرجل وهو - شيخ سلطة أوسلو - يضرب أروع الأمثلة في تفانيه لخدمة هذه السلطه التي أزكمت أنوفنا من نتنها .

فقد أستقبل وزير الأوقاف الفلسطينية الهباش .. القنصل البريطاني العام لمدينة القدس قبل أيام وقد أعجب القنصل البريطاني في أداء وزارة الأوقاف وعملها في الشارع الفلسطيني .. استقبله هذا الإستقبال المشين والفاضح ... ولا ندرى على ماذا وماذا نتوقف !!!

هل نسي شيخ سلطة أوسلو - وقد وصفناه بالشيخ لأن من يدعوا إلى الديمقراطيه والدول المدنية والعلمانيه أصبح يلقب بالشخ وعلى سبيل المثال الشيخ راشد الغنوشي مثلا !! - أن وزير خارجية هذا القنصل بلفور قد أعطى لليهود وطننا قونيا لهم في فلسطين بدون أي مقابل ... هل نسي هذا الشيخ أن دولة هذا القنصل قتلت ولا زالت تقتل أخواننا في ليبيا بسكوتها على صاحب حبوب الهلوسه هذا وإبنه المقبور ألم تمده في كل وقت بالدعم السياسي واللوجستي والأمني ... ألم يكن هو ساعدها اليمين في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ... !!!

ولا ندري أيضا كيف نستسيغ هذا الإعجاب بهذا الأداء من قبل وزارة الأوقاف .. أو ... ربما نفهم ذلك بكل صراحه بما يقدمه هذا الرجل وأعوانه في هذه الوزاره السلطوية من قمع لكمة الحق في المساجد وغيرها ومنع المخلصين من منبر رسول الله بل والعمل مع أجهزة السلطه التجسسية على محاربة العاملين لدعوة الإسلام ... وترانا أيضا نفهم هذا الإعجاب بما يدور حاليا من دخول الطرف الأوروبي المتمثل ببريطانيا وفرنسا والمانيا من مليء الفراغ لدفع عملية السلام الفلسطينيه الإسرائيلية للأمام في تقهقر و( ضعف ) السياسة الأمريكيه فقد كانت زيار القنصل البريطاني والفرنسي والألماني لرام الله هو السياق العام لهذه الزياره المشؤومه لشيخ سلطة أوسلو ... والإعجاب والدعاء بالإستمرار والتقدم لهذه الوزاره يأتي في سياق المساعي الحثيثه لهذه الوزاره بكبح الإرهاب والتطرف !!!! فلا حول ولا قوة إلا بالله

إن علماء الأمة الربانيين هم العلماء الذين يقودون الأمه في مسالك العزة والكرامة ومعارج السؤدد والرفعة .. لا أن يسوقوهم سوق الخراف إلى المسالخ فإذا إنتبه أحد الخراف لهذا السوق قالوا علماء السوء .. لا لا .. إنما هذه استراتيجية وتكتيك !! .... إن علماء الأمة الربانيين هم من يأمروا بالمعروف وينهو عن المنكر .. هم من يقولوا الحق أينما كان وكيفما كان ولمن كان ... إنهم أمثال الإمام أحمد بن حنبل والذي عذب وسجن وهو يقول إذا لم يقلها العالم تقية ولم يقلها الجاهل جهلا .. فمتى يعرف الحق .... إن علماء الأمة الربانيين الأبرار هم مثل أولئك الرجال الرجال ... الأبطال الأبطال ... الذين وقفوا للمجرم القذافي حينما أنكر السنة وكفر وتزندق .. وقف له ثلاث عشرة رجل من شباب حزب التحرير ... حملوا أكفانهم بحقائبهم ... وقفوا يناقشونه في إنكاره للسنة لما يقارب الأربع ساعات كامة وقد أفحموه وأقاموا عليه الحجة ... فبهت الذي كفر .. ولكنه .. قاتله الله وقتله أبشع قتله ... أعدمهم كلهم ومنهم من علقه على أعواد المشانق في مدرسته ... ومنهم من سحله في الشارع والسيارات تجره ... هؤلاء هم الرجال رحمهم الله أجمعين ..

نسأل الله أن يمكن لهذه الأمه .. وأن يلهمها الحق ... ويلهمها معرفة رجال الحق ... وأن يحشرنا مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

السبت، مارس 05، 2011

العلماء .. وألوان الطيف !!!

لا يتمالك المرء نفسه غرابة ودهشة .. ومن ثم حزنا ... حينما يرى هذا الإختلاف الشديد في وجهات النظر أو بشكل أدق الفتاوى التي يسمعها من علماء الفضائيات وغير الفضائيات والتي قد غطت كل ألوان الطيف وحتى أنها قد أتت على ألوان لم يستطع المتفائل بالإختلاف الشرعي مشاهدتها في الأدلة الشرعيه !!...

فبالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد أجل فضل العلم وأعلى منزلته وأكرمه أيما تكريم فوصف الحبيب المصطفى فضل العلماء على غيرهم كفضله علينا ووصفه أيضا كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ... بل وحتى أن فضله ومنفعته للناس بل وحتى لمخلوقات الله عمت وطغت حتى أن الحيتان في البحر تدعو له !! .... أقول إن هذه المنزله العظيمه والمرتبه الكريمه للعلم ولأصحابه التي جعلتهم هم ورثة الأنبياء .. فالعذاب الشديد والخزي الكبير لمن لا يعلم دوره كعالم في هذا المجتمع .. ويكفي وصف القرآن الكريم أحبار اليهود الذين أخذوا العلم ولم يعملوا به ... وصفهم لهم بالحمار الذي يحمل أسفار فهم هذا الحمار هو نفل ما يحمل فقط فهو لا يهتم إلا بالثقل والمسافه أما ما يوجد بهذه الأسفار والكتب فهذا شأن آخر وأهم شيء أنه ليس من شأنه !!! .

وعلى الجهة الآخرى التي تتعلق بالقصد والنية من تعلم العلم ... أن العالم الذي لا يبغى مرضاة الله لا يقصد قول الحق لله وفي سبيل الله وإنما لجاه أو لمنصب أو لمال ..أو كما هو شائع في عصرنا لدنيا غيره .. أنه من ضمن الثلاثة الذين أول ما تسعر بهم النار يوم القيامه والعياذ بالله .

اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع .. نعود الى الوان الفتاوى التى ملأت أسماعنا .... ونبدأها بمن يقول أن هؤلاء الحكام هم ولاة أمورنا ويجب طاعتهم ... والله أني لا أعلم كيف يستطيع هؤلاء أن يعطوا أحكاما دقيقة تخفى على العلماء الكبار إذا كان الواقع يتعلق بكيفية وضوء الرسول أو بمسألة تتعلق بالصلاة أو مسألة تتعلق بالنجاسه ويبدؤون بالتفريق بين هذا وذاك وأنت حقيقة في بعض الأحيان يخفى عليك الفرق من دقته وحاجته إلى غواص ماهر يفرق بين هذا وذاك ... وفي نفس الوقت حينما يتعلق الأمر بحاكم ظالم طاغ يحل الحرام ويحرم الحلال .. ينتهك أعراض الناس ويفرض عليهم الضرائب .. بل ويقيم المعاهدات الأمنيه والقواعد الغربيه في بلاده وأظنه - أي هذا العالم - يمر في سيارته من جوار هذه القواعد أو بالقرب من تلك السفارات التي تدخل القتل والإجرام لبلاده .... ويقول بعدها هذا هو ولي أمرنا ولا يجوز الخروج عليه ... فلا حول ولا قوة إلا بالله ونقول لهم كما قال الله لهم أفتؤمنون بعض الكتاب وتكفرون ببعض ....

أما لون آخر من هؤلاء من لا يعلم بما يحصل ولا يعرف حتى - إن شاهد بالمصادفه - هؤلاء الناس خارجين الى الشوارع لماذا هم خارجين ... ومثله كمثل من يتحدث عن الخلع وأمريكا تخلع العراق ... مثله كمن يعظ رجالا يناهز عمرهم الثمانون عاما ويحضهم على بر الوالدين ..!!! وكأن هؤلاء يعيشون في القمر وأنهم لم يسمعوا حديث رسول الله حين قال " ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " ولا حول ولا قوة إلا بالله

ولون آخر من هؤلاء لون المتنازل المتسلق المتلون والمنافق والعياذ بالله فتارة نراه ينادي بالمقاومة والجهاد حينما يكون هذا من متطلبات الشعب ... وتارة ينادي بالدولة المدنية والديمقراطية حينما يتطلب ذلك بقعة أرض أخرى لدولة أخرى .... تارة يكون الجهاد مقدسا ... في زمن من الأزمنه .... وتارة يكون إرهابا في عصر من العصور .... تارة يوجب القتال في وجه طاغيه ... وتارة يجيز القتال في صفوف جيش لدولة كافره ضد مسلمين .... كأن الدين لعبته والواقع والدينار دينه .... فهو يشكل الدين لفتيا بحسب - نمرة - ومقاس الحاكم أو الجهه التي يخدمها ... وهؤلاء نراهم في مكان يباركون الثوره وفي مكان آخر يجلدون أصحابها بكلامهم المشين ...ولا حول ولا قوة إلا بالله

الكلام هنا يطول إذا أردنا استعراض كل ألوان الفتاوى المعروضة للبيع على أعتاب قصور الحكام لأن دروب الشياطين كثيره .. ولكنها في نهاية المطاف ملتويه .. عسيره ... معقده ... ولا تكاد إلا أن ترسل بصاحبها وهو يدور ويدور إلى غياهب الجحيم والعياذ بالله .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا : كتاب الله وسنتي " هذه هي المحجة البيضاء وهذا هو النور الذي لن يغطى بغربال ... الأمة تلمست طريق نهضتها وأمسكت بأحد الحبال المتينه أن السلطان لها وهي الآن حقيقة لا تبحث عن هؤلاء .. لأنهم وبكل بساطه كانت أسقفهم أقل بكثير -هذا ان كان لهم سقف تنازلات من الأصل- من سقف الأمة الحقيقي النابع من صميم وجدانها ... أن السلطان للأمه وأن السيادة للشرع هي الآن لا تبحث عمن ينقذها لكي تعيش أية حياه .... لا .... هي الآن تبحث عمن يجعلها خير أمة أخرجت للناس أن يجعلها الشاهدة على كل الأمم .... أن يصل بها إلى ذرى المجد والكرامه والرفعة والسؤدد إلى أن يجعلها تطأ الثريا برجلها ... ولا تزال هذه المهمة بالنسبة للأمة إلا مسألة وقت وسترى هؤلاء- المخلصين المتوضئين الصادعين الصارخين بالحق- بين حشود الناس صامدين مكبرين ومسبحين بحمد رب هذه الأمة العزيز .. صوتهم هو هو ... وطريقتهم هي هي .... وبريقهم يعمي أبصار الضعفاء والمقبورين .. ولكنه شفاء وبهجة وأمل لها فتراهم .... وتحتضنهم ... وتبكي لشوقها لهم ... فيقودونها الى مكانها بين الأمم ... خير أمة أخرجة للناس .... وما ذلك على الله بعزيز .

الخميس، مارس 03، 2011

تدجين الإسلام السياسي

كم هائل من مشاعر الخوف والرعب تكاد تلمسها وتراها في تصريحات كثيره لساسه ومفكرين غربيين يبدون قلقهم من قيام حكم إسلامي أو متطرف أو إماره إسلاميه .... سمها ما شئت .... المهم أن بداية إنتفاضة الأمه قد سارعت من وتيرة التصريحات الواضحه من الخوف من الإسلام السياسي .. واقول منذ البدايه... فهذا المفكر الذي حمل على اوباما مباركته لثورة تونس ومدحه لها وما انتجه ذلك من السقوط المتسارع - بحسب قوله - لبن علي ولحقته ثورة مصر وانزعاج هذا المفكر من هذا الأسلوب في المديح وأنه قد جرأ الشعوب على الثورات وعلى نواطيرها وقال إن أسوأ كابوس ممكن أن يتملكنا هو قيام دوله إسلاميه متطرفه ، رجل آخر ولكن هذه المره يهودي يخشى من إستلام الإسلام السياسي الحكم في مصر ، برلسكوني وتخوفه من التطرف الإسلامي ، عمرو موسى وطمأنة الغرب من عدم قيام دوله إسلاميه في مصر ، كلام ساركوزي عن عدم خوفه من الثورات لأنها لا تطالب بإعاده العصر الذهبي للإسلام ، ووووو .... وأخرهم ما نطق به صاحب حبوب الهلوسه وأبنه من التصريحات الصريحه والمهدده للبيين من أن أمريكا وأوروبا لن يقبلوا بإقامة إماره إسلاميه في ليبيا وأنهم لن يقفوا ساكتين بل سيحتلوا ليبيا !!! وهو في سياقه تهديد غريب من حاكم يتوعد شعبه بإحتلال له من الخارج إذا لم يطيعوه فهو ولي أمرهم !!!!

القصه أن التصريحات لم تنقطع للآن والكلام لم يبرد بل إنه قد أدخل أمريكا وأوروبا نفس الخندق ... أمريكا التي كانت تقول عن أوروبا بالقاره العجوز وأوروبا التي كانت تنزعب جدا ولا زالت من سياسات أمريكا المتهوره في العالم ... لم يختلف الإثنان من هؤلاء السياسيين - برغم إختلافهم الواضح بل وقتالهم بعضهم البعض على مصالحهم في العالم - على أن الغول الآن هو إمساك الإسلاميين بقبضة الحكم وكأن الموضوع هو مسألة وقت فقط وإذا بأحدهم قد وصل للحكم وطبق الإسلام ... هذه هي النفسيه التي نراها كل يوم على ساسة الغرب .

وأيضا الذي نراه أيضا وهو الذي يدعوا للأسف والحزن بالمقابل هو مدى انبطاح بعض من الحركات الإسلاميه ( السياسيه ) في مطالباتهم وبياناتهم لرفضهم وشجبهم بما يسمى بدولة التطرف الإسلامي ... فهذا يقول نحن لا نريد دوله إسلاميه ولكننا نريد دولة ديمقراطيه مدنيه ... وذاك الآخر يصرح فيقول إن العلمانيه لا تتناقض مع الدين فكما هناك اسلام متطرف هناك علمانيه متطرفه فالعلمانيه التي لا تتدخل بالأديان الأخرى لا إشكال بها ... وكأنه نسى وهو المسمى ( بالشيخ ) أن حكم المرتد القتل ... وذلك يقول أننا نحترم كل الإتفاقيات والمعاهدات حتى إتفاقة كامب ديفيد وهو هو ناطق إعلامي لحركه إسلامية مشهوره في مصر ويقول ... كنا نعترض على الإتفاقيه حينما كانت تحت النقاش ولكن الآن حينما أصبحت موقعه وموافق عليها فلا مشكله عندنا ... وقد نسي أن السيادة للشرع و ( إن الحكم إلا لله ) ... فلا حول ولا قوة إلا بالله .

الذي يرى هذه الحركات البهلوانيه المقرفه من هؤلاء ويرى في المقابل المباركه الغربيه لها - كما صرحت كلنتون أنها ليست عندها مشكله بأن يدخل الإخوان للحكم ) لا يستطيع بكل أسف إلا أن يظن من أنهم يطمؤنون الغرب من عدم تفكيرهم بما يرعبهم خوفا على مصالحهم ..


الغريب أن هؤلاء مسلمون ... يقرؤون القرآن ويدرسون حديث الرسول ويقرؤون بشاراته بقدوم الخلافه وفتح روما وبلوغ الإسلام بحكمه وعدله ما بلغ الليل والنهار ... لو لم يكونوا يعلموا ذلك لظننا أنهم يائسين محبطين مغرر بهم ... لا يرون ضوءا في نهاية النفق ... ولكنهم عكس ذلك ... هداهم الله وأنار بصيرتهم .

إنني لا أقول أن هناك ضوءا في نهاية النفق ... بل أقول إن النفق غير موجود وإن الموضوع كله غشاوه وغباش قد أصاب عين الأمه فتهافت عليها مرتزقه يحاولون أن ينهشوا ويأخذوا منها شيئا في هذا العمى المؤقت ... إن الأمة حينها تفتح عينيها - وهي قد أبصرت بصر زرقاء اليمامه وأكثر - وتتسلم مكانتها لن ولن ترحم هؤلاء الذي كانوا يراهنون عليها ويدخلونها في ( زنغات ) وزواريب الكذب والتكتيب .. ولسوف تلفظهم .. وحينها .. وحينها فقط ... سوف تعلم من هم أبناءها المخلصون .

أوردغان والعصا العثمانيه

ذكر موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير فلسطين مقالا يتعلق بزيارة ساركوزي الى تركيا وتقديم اوردغان هديه محرجه له ...



أولا إن أوردغان لم يستطع أن يأتي بشيء ذات قيمه متعلق بدولته تركيا التي أسساها أتاتورك وإنما غاص في أعماق التاريخ الإسلامي العريق ليستخرج منها شيء يصلح لأن يكون أداه تظهر العزه والكرامه وهو حقيقة أمر ليس مرتبطا بتركيا بوصفها دوله علمانيه وإنما بوصفها كانت حاضرة الخلافه أيام العثمانيين فالعزه والكرامه التي يبغاها كل مسلم من الحاكم إلى المحكوم موجوده فقط في تاريخ الخلافه الذهبي

ثانيا : إن إنزعاج أوردغان من رفض فرنسا دخول تركيا في عضوية الإتحاد الإوروبي لهو أمر غير مقبول فماذا ريد اوردغان وحكومته أن تتسمى بعضويه تقتل المسلمين في أفغانستان والعراق بعضويه تعمم التجربه الفرنسيه المتعلقه بالحجاب أم لها علاقات حميمه مع طواغيت المسلمين !!!! ألم ينزعج اوردغان من منع الحجاب في فرنسا ، ألم ينزعج اوردغان وحكومته من إستهزاء ساركوزي من الحجاب ألم يتأثر ويغضب من تصريحات ساركوزي بخصوص فشل تعدد الثقافات في المجتمع الفرنسي والذي يقصد منه عدم قبول فرنسا لوجود المسلمين إلا وجودا إسلاميه على الطريقه الفرنسيه أي ( فرسنة الإسلام ) .

إن الحقيقة التي يريد أنكارها اوردغان ويحاول أن يغطيها بغربال وهي التي تجعل التاريخ الإسلامي المتمثل بحكم الإسلام على مدى ثلاثة عشر قرنا من الزمان متربعا وعششا في عقول الحكام المأفونين ومشكل حاله من الرعب والهلع والإهانه !! لكل حكام دول الغرب

إن هذه الحقيقه لا تزال تفرض نفسها على أرض الواقع بكل قوه ... ولن تطول القصه حتى تكون واقعا مطبقا بدولة تعيد أمجاد الأمة وكرامتها كما كانت من قبل

الخميس، فبراير 24، 2011

من سيعلق الجرس !!

كثيرا ما كنا نستمع إلى هذه الحكايه ونحن صغار - وكما تعلمون كم يحب الصغار بل وحتى الكبار سماع القصص - والتي تدور حول قط وعائلة من الفئران .... وكيف أن القط كان يستولي على أحد هذه الفئران كلما أراد ذلك بكل سهوله لأن القوة بيده ولا أحد يقف أمامه .

ولأن هذه هي سنة الله في هذا القانون الطبيعي فالقوي يأكل الضعيف - وللأسف فقد صدق بعض من أخوتنا ذلك وطبقوا ذلك على أنفسهم ظننا منهم أن سنة الله بهم هو الخضوع والإستكانة والذل - فقد قررت مجموعة الفئران هذه أن يضعوا حدا لهذه المهزلة !!! ليس بأن يقتلوا القط أو أن يخرجوا عليه بثوره تسقطه ولا بأن .....

قرروا أن يعلقوا حول عنقه جرسا بحيث إذا إقترب منهم أن يسمعوا صوت الجرس فيفروا وينجوا بحياتهم ! ... ولكنهم بعد هذا الأسلوب العبقري الذي تفتق عن أدمغتهم الصغيره .. اصطدموا بمشكلة أخرى أكبر من ذلك ... وهي المشكلة الحقيقية والأساسية وهي ....

من سيعلق هذا الجرس ... من الذي سيضحي بنفسه لأجل هذه المجموعه المنكوبه .... من الذي سيتقدم قاطعا بموته أو ( إستشهاده) المؤكد بين أنياب هذا القط ..... طبعا هنا انتهت الحكايه ولا يعلم أحد مصير تلك العائلة المسكينه من الفئران !!

قدمت بهذه القصه لهذه الخاطره السريعه لأنها تعكس مشاهد موجوده في أرض الواقع وحتى لا أدخل في تفاصيل كثيرا وأبعاد مختلفه للقصه .... أريد هنا أن أركز على جوانب قد لمستها في الأحداث الثورية الجديده في أمتنا العزيزه .. وخصوصا في أحداث ليبيا

وبالضبط فيما يتعلق بهؤلاء المجاهدين الشباب والبواسل الذين تلقوا كل ألوان الدمار بصدورهم العاريه ... لم يجتمعوا لكي يحددوا من يعلق الجرس .... بل لم يطرحوا هذا الأسلوب بشكل أساسي فهم لم يفهموا - كما كان كثير من آبائهم المتشربين من حكايات الخوب من آذان الجدران - أن هؤلاء الحكام هم قدر الله الذي لا يرد أو أنهم سيحملون السلم بالعرض خرجوا عليهم ... أو أنهم سيلقوا بأيديهم إلى التهلكة ... أو أنهم سيشعلوا فتنة لا قبل لهم بردها وكأن وجود هؤلاء الحكام النواطير هو ليس الفتنة بأم رأسها !! .

لم يفهموا ذلك وإنما فهموا أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر .... فهموا أن لا حياة في ذل ... فهموا أن الحاكم هو من لحم ودم يتألم ويصرح مثلنا مثله .....

هذه الثقافه الثوريه الجديده القديمه والتي هي مفاهيم في وجدان هذه الأمه الكريمه التي وعاها هؤلاء العمالقة هي التي يجب أن تحكى لأطفالنا لينشؤ عليها ثقافة العزة والكرامة ... لا ثقافة الدوران مع الواقع إلى درجة تدعوا إلى التقيؤ ....

نسأل الله تعالى أن يصلوا بطموحهم ليس قلع هؤلاء الحكام فحسب بل قطع اليد التي تغرسهم في بلادنا هذه اليد الآثمة التي لا ولن تقطع إلا بسيف الخلافة حامي الديار ومعز الأخيار ولو بعد حين .