السبت، مارس 05، 2011

العلماء .. وألوان الطيف !!!

لا يتمالك المرء نفسه غرابة ودهشة .. ومن ثم حزنا ... حينما يرى هذا الإختلاف الشديد في وجهات النظر أو بشكل أدق الفتاوى التي يسمعها من علماء الفضائيات وغير الفضائيات والتي قد غطت كل ألوان الطيف وحتى أنها قد أتت على ألوان لم يستطع المتفائل بالإختلاف الشرعي مشاهدتها في الأدلة الشرعيه !!...

فبالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد أجل فضل العلم وأعلى منزلته وأكرمه أيما تكريم فوصف الحبيب المصطفى فضل العلماء على غيرهم كفضله علينا ووصفه أيضا كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ... بل وحتى أن فضله ومنفعته للناس بل وحتى لمخلوقات الله عمت وطغت حتى أن الحيتان في البحر تدعو له !! .... أقول إن هذه المنزله العظيمه والمرتبه الكريمه للعلم ولأصحابه التي جعلتهم هم ورثة الأنبياء .. فالعذاب الشديد والخزي الكبير لمن لا يعلم دوره كعالم في هذا المجتمع .. ويكفي وصف القرآن الكريم أحبار اليهود الذين أخذوا العلم ولم يعملوا به ... وصفهم لهم بالحمار الذي يحمل أسفار فهم هذا الحمار هو نفل ما يحمل فقط فهو لا يهتم إلا بالثقل والمسافه أما ما يوجد بهذه الأسفار والكتب فهذا شأن آخر وأهم شيء أنه ليس من شأنه !!! .

وعلى الجهة الآخرى التي تتعلق بالقصد والنية من تعلم العلم ... أن العالم الذي لا يبغى مرضاة الله لا يقصد قول الحق لله وفي سبيل الله وإنما لجاه أو لمنصب أو لمال ..أو كما هو شائع في عصرنا لدنيا غيره .. أنه من ضمن الثلاثة الذين أول ما تسعر بهم النار يوم القيامه والعياذ بالله .

اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع .. نعود الى الوان الفتاوى التى ملأت أسماعنا .... ونبدأها بمن يقول أن هؤلاء الحكام هم ولاة أمورنا ويجب طاعتهم ... والله أني لا أعلم كيف يستطيع هؤلاء أن يعطوا أحكاما دقيقة تخفى على العلماء الكبار إذا كان الواقع يتعلق بكيفية وضوء الرسول أو بمسألة تتعلق بالصلاة أو مسألة تتعلق بالنجاسه ويبدؤون بالتفريق بين هذا وذاك وأنت حقيقة في بعض الأحيان يخفى عليك الفرق من دقته وحاجته إلى غواص ماهر يفرق بين هذا وذاك ... وفي نفس الوقت حينما يتعلق الأمر بحاكم ظالم طاغ يحل الحرام ويحرم الحلال .. ينتهك أعراض الناس ويفرض عليهم الضرائب .. بل ويقيم المعاهدات الأمنيه والقواعد الغربيه في بلاده وأظنه - أي هذا العالم - يمر في سيارته من جوار هذه القواعد أو بالقرب من تلك السفارات التي تدخل القتل والإجرام لبلاده .... ويقول بعدها هذا هو ولي أمرنا ولا يجوز الخروج عليه ... فلا حول ولا قوة إلا بالله ونقول لهم كما قال الله لهم أفتؤمنون بعض الكتاب وتكفرون ببعض ....

أما لون آخر من هؤلاء من لا يعلم بما يحصل ولا يعرف حتى - إن شاهد بالمصادفه - هؤلاء الناس خارجين الى الشوارع لماذا هم خارجين ... ومثله كمثل من يتحدث عن الخلع وأمريكا تخلع العراق ... مثله كمن يعظ رجالا يناهز عمرهم الثمانون عاما ويحضهم على بر الوالدين ..!!! وكأن هؤلاء يعيشون في القمر وأنهم لم يسمعوا حديث رسول الله حين قال " ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " ولا حول ولا قوة إلا بالله

ولون آخر من هؤلاء لون المتنازل المتسلق المتلون والمنافق والعياذ بالله فتارة نراه ينادي بالمقاومة والجهاد حينما يكون هذا من متطلبات الشعب ... وتارة ينادي بالدولة المدنية والديمقراطية حينما يتطلب ذلك بقعة أرض أخرى لدولة أخرى .... تارة يكون الجهاد مقدسا ... في زمن من الأزمنه .... وتارة يكون إرهابا في عصر من العصور .... تارة يوجب القتال في وجه طاغيه ... وتارة يجيز القتال في صفوف جيش لدولة كافره ضد مسلمين .... كأن الدين لعبته والواقع والدينار دينه .... فهو يشكل الدين لفتيا بحسب - نمرة - ومقاس الحاكم أو الجهه التي يخدمها ... وهؤلاء نراهم في مكان يباركون الثوره وفي مكان آخر يجلدون أصحابها بكلامهم المشين ...ولا حول ولا قوة إلا بالله

الكلام هنا يطول إذا أردنا استعراض كل ألوان الفتاوى المعروضة للبيع على أعتاب قصور الحكام لأن دروب الشياطين كثيره .. ولكنها في نهاية المطاف ملتويه .. عسيره ... معقده ... ولا تكاد إلا أن ترسل بصاحبها وهو يدور ويدور إلى غياهب الجحيم والعياذ بالله .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا : كتاب الله وسنتي " هذه هي المحجة البيضاء وهذا هو النور الذي لن يغطى بغربال ... الأمة تلمست طريق نهضتها وأمسكت بأحد الحبال المتينه أن السلطان لها وهي الآن حقيقة لا تبحث عن هؤلاء .. لأنهم وبكل بساطه كانت أسقفهم أقل بكثير -هذا ان كان لهم سقف تنازلات من الأصل- من سقف الأمة الحقيقي النابع من صميم وجدانها ... أن السلطان للأمه وأن السيادة للشرع هي الآن لا تبحث عمن ينقذها لكي تعيش أية حياه .... لا .... هي الآن تبحث عمن يجعلها خير أمة أخرجت للناس أن يجعلها الشاهدة على كل الأمم .... أن يصل بها إلى ذرى المجد والكرامه والرفعة والسؤدد إلى أن يجعلها تطأ الثريا برجلها ... ولا تزال هذه المهمة بالنسبة للأمة إلا مسألة وقت وسترى هؤلاء- المخلصين المتوضئين الصادعين الصارخين بالحق- بين حشود الناس صامدين مكبرين ومسبحين بحمد رب هذه الأمة العزيز .. صوتهم هو هو ... وطريقتهم هي هي .... وبريقهم يعمي أبصار الضعفاء والمقبورين .. ولكنه شفاء وبهجة وأمل لها فتراهم .... وتحتضنهم ... وتبكي لشوقها لهم ... فيقودونها الى مكانها بين الأمم ... خير أمة أخرجة للناس .... وما ذلك على الله بعزيز .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق