القصه أن التصريحات لم تنقطع للآن والكلام لم يبرد بل إنه قد أدخل أمريكا وأوروبا نفس الخندق ... أمريكا التي كانت تقول عن أوروبا بالقاره العجوز وأوروبا التي كانت تنزعب جدا ولا زالت من سياسات أمريكا المتهوره في العالم ... لم يختلف الإثنان من هؤلاء السياسيين - برغم إختلافهم الواضح بل وقتالهم بعضهم البعض على مصالحهم في العالم - على أن الغول الآن هو إمساك الإسلاميين بقبضة الحكم وكأن الموضوع هو مسألة وقت فقط وإذا بأحدهم قد وصل للحكم وطبق الإسلام ... هذه هي النفسيه التي نراها كل يوم على ساسة الغرب .
وأيضا الذي نراه أيضا وهو الذي يدعوا للأسف والحزن بالمقابل هو مدى انبطاح بعض من الحركات الإسلاميه ( السياسيه ) في مطالباتهم وبياناتهم لرفضهم وشجبهم بما يسمى بدولة التطرف الإسلامي ... فهذا يقول نحن لا نريد دوله إسلاميه ولكننا نريد دولة ديمقراطيه مدنيه ... وذاك الآخر يصرح فيقول إن العلمانيه لا تتناقض مع الدين فكما هناك اسلام متطرف هناك علمانيه متطرفه فالعلمانيه التي لا تتدخل بالأديان الأخرى لا إشكال بها ... وكأنه نسى وهو المسمى ( بالشيخ ) أن حكم المرتد القتل ... وذلك يقول أننا نحترم كل الإتفاقيات والمعاهدات حتى إتفاقة كامب ديفيد وهو هو ناطق إعلامي لحركه إسلامية مشهوره في مصر ويقول ... كنا نعترض على الإتفاقيه حينما كانت تحت النقاش ولكن الآن حينما أصبحت موقعه وموافق عليها فلا مشكله عندنا ... وقد نسي أن السيادة للشرع و ( إن الحكم إلا لله ) ... فلا حول ولا قوة إلا بالله .
الذي يرى هذه الحركات البهلوانيه المقرفه من هؤلاء ويرى في المقابل المباركه الغربيه لها - كما صرحت كلنتون أنها ليست عندها مشكله بأن يدخل الإخوان للحكم ) لا يستطيع بكل أسف إلا أن يظن من أنهم يطمؤنون الغرب من عدم تفكيرهم بما يرعبهم خوفا على مصالحهم ..
الغريب أن هؤلاء مسلمون ... يقرؤون القرآن ويدرسون حديث الرسول ويقرؤون بشاراته بقدوم الخلافه وفتح روما وبلوغ الإسلام بحكمه وعدله ما بلغ الليل والنهار ... لو لم يكونوا يعلموا ذلك لظننا أنهم يائسين محبطين مغرر بهم ... لا يرون ضوءا في نهاية النفق ... ولكنهم عكس ذلك ... هداهم الله وأنار بصيرتهم .
إنني لا أقول أن هناك ضوءا في نهاية النفق ... بل أقول إن النفق غير موجود وإن الموضوع كله غشاوه وغباش قد أصاب عين الأمه فتهافت عليها مرتزقه يحاولون أن ينهشوا ويأخذوا منها شيئا في هذا العمى المؤقت ... إن الأمة حينها تفتح عينيها - وهي قد أبصرت بصر زرقاء اليمامه وأكثر - وتتسلم مكانتها لن ولن ترحم هؤلاء الذي كانوا يراهنون عليها ويدخلونها في ( زنغات ) وزواريب الكذب والتكتيب .. ولسوف تلفظهم .. وحينها .. وحينها فقط ... سوف تعلم من هم أبناءها المخلصون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق