الخميس، مارس 03، 2011

تدجين الإسلام السياسي

كم هائل من مشاعر الخوف والرعب تكاد تلمسها وتراها في تصريحات كثيره لساسه ومفكرين غربيين يبدون قلقهم من قيام حكم إسلامي أو متطرف أو إماره إسلاميه .... سمها ما شئت .... المهم أن بداية إنتفاضة الأمه قد سارعت من وتيرة التصريحات الواضحه من الخوف من الإسلام السياسي .. واقول منذ البدايه... فهذا المفكر الذي حمل على اوباما مباركته لثورة تونس ومدحه لها وما انتجه ذلك من السقوط المتسارع - بحسب قوله - لبن علي ولحقته ثورة مصر وانزعاج هذا المفكر من هذا الأسلوب في المديح وأنه قد جرأ الشعوب على الثورات وعلى نواطيرها وقال إن أسوأ كابوس ممكن أن يتملكنا هو قيام دوله إسلاميه متطرفه ، رجل آخر ولكن هذه المره يهودي يخشى من إستلام الإسلام السياسي الحكم في مصر ، برلسكوني وتخوفه من التطرف الإسلامي ، عمرو موسى وطمأنة الغرب من عدم قيام دوله إسلاميه في مصر ، كلام ساركوزي عن عدم خوفه من الثورات لأنها لا تطالب بإعاده العصر الذهبي للإسلام ، ووووو .... وأخرهم ما نطق به صاحب حبوب الهلوسه وأبنه من التصريحات الصريحه والمهدده للبيين من أن أمريكا وأوروبا لن يقبلوا بإقامة إماره إسلاميه في ليبيا وأنهم لن يقفوا ساكتين بل سيحتلوا ليبيا !!! وهو في سياقه تهديد غريب من حاكم يتوعد شعبه بإحتلال له من الخارج إذا لم يطيعوه فهو ولي أمرهم !!!!

القصه أن التصريحات لم تنقطع للآن والكلام لم يبرد بل إنه قد أدخل أمريكا وأوروبا نفس الخندق ... أمريكا التي كانت تقول عن أوروبا بالقاره العجوز وأوروبا التي كانت تنزعب جدا ولا زالت من سياسات أمريكا المتهوره في العالم ... لم يختلف الإثنان من هؤلاء السياسيين - برغم إختلافهم الواضح بل وقتالهم بعضهم البعض على مصالحهم في العالم - على أن الغول الآن هو إمساك الإسلاميين بقبضة الحكم وكأن الموضوع هو مسألة وقت فقط وإذا بأحدهم قد وصل للحكم وطبق الإسلام ... هذه هي النفسيه التي نراها كل يوم على ساسة الغرب .

وأيضا الذي نراه أيضا وهو الذي يدعوا للأسف والحزن بالمقابل هو مدى انبطاح بعض من الحركات الإسلاميه ( السياسيه ) في مطالباتهم وبياناتهم لرفضهم وشجبهم بما يسمى بدولة التطرف الإسلامي ... فهذا يقول نحن لا نريد دوله إسلاميه ولكننا نريد دولة ديمقراطيه مدنيه ... وذاك الآخر يصرح فيقول إن العلمانيه لا تتناقض مع الدين فكما هناك اسلام متطرف هناك علمانيه متطرفه فالعلمانيه التي لا تتدخل بالأديان الأخرى لا إشكال بها ... وكأنه نسى وهو المسمى ( بالشيخ ) أن حكم المرتد القتل ... وذلك يقول أننا نحترم كل الإتفاقيات والمعاهدات حتى إتفاقة كامب ديفيد وهو هو ناطق إعلامي لحركه إسلامية مشهوره في مصر ويقول ... كنا نعترض على الإتفاقيه حينما كانت تحت النقاش ولكن الآن حينما أصبحت موقعه وموافق عليها فلا مشكله عندنا ... وقد نسي أن السيادة للشرع و ( إن الحكم إلا لله ) ... فلا حول ولا قوة إلا بالله .

الذي يرى هذه الحركات البهلوانيه المقرفه من هؤلاء ويرى في المقابل المباركه الغربيه لها - كما صرحت كلنتون أنها ليست عندها مشكله بأن يدخل الإخوان للحكم ) لا يستطيع بكل أسف إلا أن يظن من أنهم يطمؤنون الغرب من عدم تفكيرهم بما يرعبهم خوفا على مصالحهم ..


الغريب أن هؤلاء مسلمون ... يقرؤون القرآن ويدرسون حديث الرسول ويقرؤون بشاراته بقدوم الخلافه وفتح روما وبلوغ الإسلام بحكمه وعدله ما بلغ الليل والنهار ... لو لم يكونوا يعلموا ذلك لظننا أنهم يائسين محبطين مغرر بهم ... لا يرون ضوءا في نهاية النفق ... ولكنهم عكس ذلك ... هداهم الله وأنار بصيرتهم .

إنني لا أقول أن هناك ضوءا في نهاية النفق ... بل أقول إن النفق غير موجود وإن الموضوع كله غشاوه وغباش قد أصاب عين الأمه فتهافت عليها مرتزقه يحاولون أن ينهشوا ويأخذوا منها شيئا في هذا العمى المؤقت ... إن الأمة حينها تفتح عينيها - وهي قد أبصرت بصر زرقاء اليمامه وأكثر - وتتسلم مكانتها لن ولن ترحم هؤلاء الذي كانوا يراهنون عليها ويدخلونها في ( زنغات ) وزواريب الكذب والتكتيب .. ولسوف تلفظهم .. وحينها .. وحينها فقط ... سوف تعلم من هم أبناءها المخلصون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق